Press ESC to close

مرافقة الطفل عند عبور الطريق: مسألة أساسية تتعلق بالسلامة

عبور الطريق يمثل عملية في غاية الخطورة بالنسبة للأطفال، الذين يفتقرون غالباً إلى الوعي الكامل بمخاطر الطريق 

يرجع ذلك إلى طبيعة إدراكهم المحدود بالمخاطر، سلوكهم العفوي أو المتهور، وقلة خبرتهم في التعامل مع الوضعيات المختلفة على الطريق. هذه العوامل تجعل عملية مرافقة الأطفال أمرا ضروريا وأساسيا، ليس فقط لضمان سلامتهم، بل أيضاً لتوجيههم وتعليمهم كيفية التصرف بطريقة آمنة.

غياب المرافقة يعرض الطفل لمخاطر عديدة، مثل احتمال التعرض لحادثة سير، بالإضافة إلى التأثيرات النفسية السلبية كالخوف والقلق، التي قد تؤدي إلى فقدان الثقة في التعامل مع حركة المرور مستقبلاً.

 

وعلى العموم ما يمكننا معرفته عن الطفل هو أنه:

  • يخضع لبناء نفسي تدريجي عبر مراحل مترا تبة في عمره؛
  • اللعب والاندفاع يشكلان عوامل تعرضه لمخاطر الطريق؛
  • اللاشعور ميزة الطفل حيث يركز انتباهه على شيء واحد؛
  • الخوف والإرهاق يولد لدى الطفل ردود أفعال غير ملائمة للوضعيات المرورية المختلفة.

 

 ولذلك، فإن دور المرافق لا يقتصر على حماية الطفل جسديًا، بل يمتد أيضًا إلى تعزيز ثقته بنفسه وتطوير مهاراته في التعرف على المخاطر واتخاذ القرارات الصحيحة في بيئة مليئة بالتحديات.

 

القواعد الواجب اتباعها عند مرافقة الطفل وكيفية تكييفها مع عمر الطفل 

قبل سن السابعة، يكون الطفل في مرحلة يعتمد فيها بشكل كامل على الكبار لفهم العالم من حوله. في هذه المرحلة، يجب على المرافق توفير مراقبة مستمرة وتوجيه دقيق، حيث يتخذ القرارات نيابة عن الطفل ويشرح القواعد بطريقة بسيطة وواضحة، مع استخدام أمثلة عملية تناسب قدرته على الاستيعاب. الهدف هنا هو غرس الأسس الأولى للانضباط والفهم.

بين سن العاشرة والثانية عشرة، تبدأ ملامح الاستقلالية بالظهور عند الطفل، حيث يصبح أكثر قدرة على استيعاب المفاهيم وتطبيق القواعد بنفسه.

 ومع ذلك، تظل المرافقة أمرا ضروريًا، ليس فقط للتحقق من التزامه بالقواعد، ولكن أيضًا لمساعدته على مواجهة المواقف الجديدة التي قد تتطلب قرارات ملائمة. في هذه المرحلة، يصبح دور المرافق أشبه بالموجه الذي يقدم النصائح ويتيح مساحة أكبر للطفل لاتخاذ القرارات مع التوجيه عند الحاجة.

 

توعية الأطفال بمخاطر الطريق

من المهم أن ندرك أن توعية الأطفال بمخاطر الطريق ليست مجرد نصائح عابرة، بل هي عملية تعليمية مستمرة تتطلب التكرار والصبر. يجب أن يفهم الطفل أن الركض بالقرب من الطريق ليس مجرد تصرف غير مسؤول، بل هو خطر حقيقي قد يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر. كما يجب توضيح مخاطر العبور بين عربتين متوقفتين، حيث قد تكون الرؤية غير واضحة أو قد تتحرك إحدى إحداهما بشكل مفاجئ.

علاوة على ذلك، من الضروري توعية الأطفال بأهمية احترامه لعلامات التشوير لضمان سلامتهم عند العبور.

تكرار هذه النصائح بطرق مختلفة وبأساليب تفاعلية، مثل المحاكاة أو الألعاب التربوية، يعزز استيعابها من طرف الأطفال ويمكن أن يساعدهم على تحويل القواعد إلى سلوكات دائمة، مما يسهم في تحسين سلامتهم مستقبلا.