Press ESC to close

السّفر الآمن في ظل ظروف كوفيد19.. احتياطٌ واجب وحذرٌ مطلوب!

إذا كان في الظروف العادية يتم الحرص على السلامة الطرقية أثناء السفر وكذا مراقبة أجزاء السيارة قبل استعمالها، فإنه في ظل الظروف الحالية التي فرضتها حالة الطوارئ الصحية جراء فيروس كوفيد 19، صار الحرص على ذلك يقتضي الشدة والحزم فيه .

فالمعلوم، أن فترة الحجر الصحي كان لها الأثر الجلي والواضح على السلامة الطرقية في المغرب، والذي يتجلى في انخفاض معدل الحوادث، وارتباطها بالخسائر البشرية والمادية، لكن أمام رفع الحجر الصحي والتدرج في العودة إلى الحياة الطبيعية لا ينبغي الاستهتار في طريق السفر وجعل حياة المرء تشوبها الخطورة من كل جانب .

السبيل إلى بلوغ هذا الهدف، هو السعي إلى تقيد كافة مستعملي الطريق بإجراءات السلامة الصحية واحترام قانون السير، فضلا عن الأخذ بالاحتياطات اللازمة والإجراءات الوقائية الموصى بها من طرف السلطات المختصة لمواجهة تفشي فيروس كورونا .

من أجل هذا، فإن من جملة النصائح التي يمكن أن تدخل في هذا الباب، ما يتعلق بضرورة فحص السيارات وإخضاعها للمراقبة التقنية الدقيقة وذلك قبل استعمالها، خصوصا بالنسبة للعربات التي ظلت مركونة مدة طويلة جراء الحجر الصحي، إذ يعد هذا الأمر من الأولويات الواجب العمل بها .

الملاحظ، أن عددا من السائقين وخلال فترة الحجر الصحي التي كانت فيها حركة المرور خفيفة، يمكن القول أنهم اكتسبوا سلوكات تطبعها السلبية، وهو ما قد يكون سببا في وقوع حوادث لا قدر الله، لذا وجب احترام السرعة القانونية المسموح بها وعدم قطع إشارة المرور، فضلا عن احترام قواعد التجاوز وما يدور في فلكها .

مراقبة الطريق بشكل جيد أثناء القيادة، أمر لزام على كل سائق، الأمر الذي يتطلب عدم الالتهاء مع ارتداء الكمامة الواقية أو خلعها أثناء السياقة، لأن القيام بذلك قد يزيد من إمكانية حدوث خطر في الطريق، فضلا عن أنه يستحسن ترك منافذ العربة مفتوحة من أجل التهوية وعدم تشغيل المكيف .

أيضا في سياق الإجراءات الوقائية، وجب الأخذ بالنصائح المطروحة لذلك أثناء السفر، عبر احترام التباعد الاجتماعي داخل العربات، درءا لعدم إمكانية انتقال عدوى الفيروس، مع الأخذ بعين الاعتبار مسألة التوقف كل ساعتين في الطريق، لما في ذلك راحة لمستعمل الطريق الذي لم يدأب على ارتداء الكمامة أثناء السياقة .

ارتباطا بذلك، ينصح أيضا بالتخلي عن كل ما من شأنه أن يشتت الانتباه ويحول دون التركيز في الطريق، والذي وجب الإشارة إليه في هذا الصدد، ما طفى في فترة الحجر الصحي من عادات مكتسبة في تلك الفترة من ارتباط بالأجهزة الذكية من هواتف وحواسب وغيرها، والجلوس معها لساعات طوال في اليوم من أجل التصفح والمشاهدة والتواصل والغوص في العالم الافتراضي، هذا الأمر الذي قد استمر حتى بعد انقضاء مدة الحجر، ما ينعكس سلبا إن لم يتم التخلي عنه، على مستعملي الطريق الذين قد يجدون صعوبة في ترك ذلك .

من هذا المنطلق، وجب التشديد على التخلي نهائيا عن تلك الأجهزة عند العودة إلى مقود السيارة، ضمانا للسلامة الصحية، وتجنبا لمشاكل الطريق، وأيضا احتراما لقوانين وقواعد السير .

ومما لا يدعو للشك، أيضا، ما خلفته فترة الحجر الصحي من أزمة صحية على أجسامنا، من إجهاد وقلق وأرق، وهي تفاعلات تؤثر على السائق بشكل مباشر وفجائي، ما قد يجعلردات فعله وتفاعله مع أطوار ومجريات القيادة في غير سياقها، وللحيلولة دون حدوث ذلك، ينبغي الحرص على احترام مسافات الأمان أو حتى العمل على تمديدها، كذلك تكييف السرعة مع شد الانتباه إلى حيثيات الطريق .