Press ESC to close

التربية الطرقية في مرحلة التعليم الأولي

تعتبر مرحلة التعليم الأولي مرحلة أساسية في حياة الفرد نظرا لكونها تساهم في إعداد الطفل، وتأهيله للانفتاح الطبيعي والمادي لشخصيته، من خلال تحسيسه بالأمان والمشاركة في المؤسسة مع أطفال يماثلونه سنا.

لذا، في هذا الصدد، سنتطرق لأهمية التربية الطرقية في مرحلة التعليم الأولي، والغاية منها.

لماذا التربية الطرقية في مرحلة التعليم الأولي؟

تعتمد التربية الطرقية على إذكاء روح الجماعة التي تبدأ بدورها عند طفل الخامسة، وإقصاء النزعة الفردية لديه وفق تدرّج يتيح له فرصة الاستيعاب والانتقال البنيوي من المحيط الأسري إلى المحيط المجتمعي، وذلك عن طريق تحسيسه بذاته واكتشاف قدراته وتغيراته الجسدية، وعلى تحديد علاقاته مع الآخرين والأشياء المحيطة به.

تعتبر هذه المرحلة القاعدة الأساسية في المسار الدراسي والتعليمي للطفل، حيث يتلقى مجموعة من المكتسبات والتعلمات التي من شأنها مساعدته على الاندماج في المحيط المدرسي بشكل خاص، والمحيط الاجتماعي بشكل عام، بالإضافة إلى أن هذه المرحلة من حياة الطفل تمكنه من اكتساب المبادئ الأساسية فيما يخص التربية في مختلف تجلياتها وتمظهراتها سواء تعلق الأمر بالتربية الصحية أو التربية الإسلامية أو التربية على المواطنة، أضحى أمرا يجب التحلي بها كمواطن صالح.

ويساهم ذلك، في عملية تمكينه من رصد بعض مخاطر الطريق واكتساب القدرة على تجنبها وحماية نفسه، حث يكمن الهدف من التربية على السلامة الطرقية في هذه المرحلة في إعداد الطفل للتشبع بالقواعد الأساسية منذ سن مبكرة سواء كان راجلا أو راكبا.

أهداف التربية الطرقية في مجال التعليم الأولي

يستهدف مشروع التربية الطرقية في مرحلة التعليم الأولي أطفال المستوى الثاني (5 سنوات)، حيث تم تصور هذا المشروع كمشروع تربوي أساسي، على اعتبار أن هذه التربية تمثل جزءا لا يتجزأ من حياة الطفل ومحيطه منذ سنة مبكرة مما يحتم ضرورة إدماجها في المنهاج البيداغوجي لتمكينه من اكتساب القواعد والسلوكات الأساسية، التي يجب أن يتحلى بها ويستأنس بها ثم يطورها مستقبلا كمواطن صالح داخل المجتمع.

وتتوخى برمجة التربية الطرقية في مرحلة التربية ما قبل المدرسية تمكين الطفل منذ سنة مبكرة من التحلي بصفات المواطن الصالح، والاستئناس بقواعد السلامة الطرقية وتبني سلوكات مسؤولة لحماية نفسه وغيره من مخاطر الطرق.

كما تمكن من تنمية الوعي بأن الفضاء الطرقي فضاء جماعي ومشترك بين جميع مستعمليه، وكذا التنقل في وسط محدد سواء الرصيف أو الطريق مع الأخذ بعين الاعتبار عوائق هذا الفضاء والمخاطر المحتملة وباقي مستعملي الطريق.

كما تساعد على الاستئناس ببعض تجهيزات الحماية والسلامة الطرقية كحزام السلامة والخوذة الواقية، والتعرف على بعض علامات التشوير الأساسية.

ويتم الاعتماد في ذلك على عدد من الأنشطة الخاصة بالتربية الطرقية خلال هذه المرحلة العمرية من حياة الطفل، والتي من شأنها أن تجعل الطفل يأسس بناء معجم لغوي بسيط ومتنوع حول السلامة الطرقية، يتضمن في طياته عددا من الأمور من قبيل قارعة الطريق، ممر الراجلين، السائق، الراكب، الراجل، حزام السلامة، الخوذة الواقية، الرصيف… وغيرها.

كل ذلك، يتم عبر الملاحظة والاستكشاف والممارسة والبناء، والتطبيق والتوظيف، في إطار منهجية اشتغال تعتمد على أساليب تربوية من أجل إكساب الأطفال المعرفة اللازمة.