
نستعرض في هذا المقال العوامل الرئيسية لتشتت انتباه الراجلين وتأثيرها على السلامة الطرقية.
عوامل تشتت انتباه الراجلين
إن من أحد أهم عوامل تشتت انتباه الراجلين هو استخدام الهواتف المحمولة، سواء كان الأمر يتعلق بإرسال الرسائل النصية أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو الاستماع إلى الموسيقى، هذه التصرفات تشتت انتباه الراجلين وتفقدهم التركيز على محيطهم المباشر، مما يعرضهم لمخاطر الطريق بشكل أكبر.
هذا الانشغال قد يؤدي إلى حوادث خطيرة، خاصة عند عبور الشارع دون الانتباه إلى حركة المرور.
وتظهر الدراسات أن الراجلين الذين يستخدمون هواتفهم المحمولة أقل عرضة لملاحظة إشارات المرور، أو الممرات الخاصة بالراجلين، أو السيارات المقتربة، مما يزيد بشكل كبير من خطر وقوع تصادم.
إلى جانب الهواتف المحمولة، تشمل عوامل التشتيت الشائعة الأخرى استخدام سماعات الأذن، أو القراءة، الانشغال بالتحدث مع الآخرين أو حتى تناول الطعام أثناء عبور الطريق.
بناء على ذلك، قد لا ينتبه الراجلون الذين هم في حالة تشتت للتحذيرات الصوتية، منبهات السيارات أو صفارات الإنذار.
هذه التحذيرات، التي تهدف إلى لفت انتباههم إلى المخاطر المحتملة، قد تمر دون أن يلاحظوها، مما يعرضهم لمخاطر كبيرة،
بالإضافة إلى ذلك، يعاني البعض من مشكلات الانتباه بسبب انغماسهم في أفكارهم الخاصة أو انشغالهم في محادثات مع الآخرين، حيث في هذه اللحظات، قد يصبحون غير واعين تماما للأخطار المحدقة بهم، مما يزيد من احتمالية وقوع الحوادث.
لذلك، من الضروري تعزيز الوعي حول أهمية الانتباه للمحيط، خاصة في البيئات المزدحمة التي تكثر فيها الحركة والمركبات.
العواقب وسبل الوقاية
يترتب على تشتت انتباه الراجلين عواقب وخيمة سواء عليهم أو على السائقين، إذ يمكن أن تؤدي الحوادث التي تشمل « الراجلين المشتتين » إلى إصابات خطيرة أو حتى مميتة. علاوة على ذلك، فإن هذه الحوادث قد تسبب توترا كبيرا للسائقين الذين، رغم حذرهم، لا يمكنهم دائما توقع تحركات الراجلين. لذلك، من الضروري توعية الراجلين بمخاطر تشتت الانتباه.
وللوقاية من هذه الحوادث، يمكن اتخاذ مجموعة من التدابير، أبرزها تعزيز الوعي بأهمية هذه المسألة وتذكير الراجلين بضرورة البقاء منتبهين أثناء عبور الطريق أو السير بالقرب من حركة المرور.
علاوة على ذلك، يمكن أن تسهم مبادرات مثل التوعية بعدم استخدام الهواتف المحمولة أثناء عبور الطرق، وتركيب إشارات ضوئية أرضية مخصصة للراجلين الذين ينظرون إلى هواتفهم، في تقليل المخاطر.
من خلال ما سبق، يتضح أن تشتت انتباه الراجلين يُعتبر خطرا غالبا ما يُقلل من شأنه، لكنه واقع ملموس على طرقنا، إذ تُعدّ مسألة استخدام الهواتف المحمولة أثناء السير شائعة بين الكثيرين، على الرغم من الأخطار التي تترتب عليها، سواء كان ذلك لإجراء مكالمات، أو إرسال رسائل نصية، أو استخدام التطبيقات.
كما أن الاستماع إلى الموسيقى بصوت عال أو الانشغال بأمور أخرى يعزز من مخاطر التعرض للحوادث.
ولا ننسى، أن الإحصائيات تشير إلى أن واحدا من كل ثلاثة قتلى من فئة الراجلين يموتون نتيجة حوادث السير، حيث يبلغ عدد الضحايا من هذه الفئة أكثر من 1000 شخص سنويا.
لذا، يجب على الراجلين أن يدركوا أهمية البقاء يقظين أثناء عبور الطريق من خلال تطوير مهاراتهم في الاستجابة والتفاعل السريع مع المخاطر المحتملة، وكذا توقع سلوكيات السائقين لضمان التجاوب الفعال مع البيئة الطرقيّة، بما في ذلك المنبهات الصوتية وإشارات المرور والعلامات التحذيرية.
من هذا المنطلق، فإن المسؤولية المشتركة بين الراجلين والسائقين، بالإضافة إلى إجراءات الوقاية الفعالة، ضرورية لتحسين السلامة الطرقية وحماية جميع مستعملي الطريق.