الخوذة الواقية ومستعملو الدراجات النارية: أداة أساسية لضمان السلامة

الخوذة الواقية هي أهم معدات السلامة لمستعملي الدراجات النارية، فهي تحمي الرأس، الذي يعد جزءا حساسا من الجسم وعرضة بشكل خاص للإصابة في حالة الحوادث، ويمكن أن تشكل الفارق بين الحياة والموت.

ومع ذلك، وعلى الرغم من أهميتها، يتهاون العديد من سائقي الدراجات النارية في ارتدائها أو يختارون خوذات لا تلتزم بمعايير السلامة.

يسلط هذا المقال الضوء على أهمية الخوذة لمستعملي الدراجات النارية والمعايير الأساسية لاختيار خوذة مناسبة.

لماذا الخوذة ضرورية؟

تُعد الدراجات النارية من أكثر المركبات عرضة للحوادث بسبب افتقارها للحماية الهيكلية الكافية. وفي حالة السقوط، يصطدم الرأس بالأرض في 9 حالات من أصل 10، في هذه الحالة، تلعب الخوذة الواقية دورًا حاسمًا في حماية الرأس من الإصابات البليغة، التي قد تنجم عن الضربات المباشرة أو التلامس مع الأسطح الصلبة. والتي قد تؤدي إلى إصابات دماغية قاتلة أو تتسبب في إعاقات دائمة.

ارتداء الخوذة ضروري لأسباب بالغة الأهمية، حيث تشير الدراسات إلى أن ارتداء الخوذة يقلل من احتمالية إصابات الرأس بنسبة 70% ومن خطر الوفاة بنسبة 40%.

فالرأس غالبًا ما يكون أول جزء يتعرض للصدمة في حالة الحوادث. واعتبارا لكون الخوذة المصممة جيدا والمضبوطة بشكل صحيح، فهي تعمل على تقليص الإصابات الخطيرة و المميتة على مستوى الرأس بنسبة تتراوح بين 20% و %45، حيث تساهم في توزيع قوة الارتطام على سطحها الخارجي، مما يقلل بشكل كبير من تأثير الضربة على الرأس.

بالإضافة إلى ذلك، تساهم الخوذة الواقية في تحسين رؤية السائق في الظروف الجوية الصعبة، كالرياح القوية، المطر أو الضباب، من خلال توفير الحماية اللازمة للوجه والعينين. فالخوذة المزوّدة بزجاج واقٍ تحمي العينين من قطرات المطر التي قد تعيق الرؤية وتشتت انتباه السائق. كما أنها تمنع تسرب الضباب أو الغبار إلى العينين، مما يساعد على الحفاظ على وضوح الرؤية.

معايير اختيار الخوذة الواقية المناسبة

من أجل تحقيق الفائدة القصوى من الخوذة الواقية، يجب التأكد من جودتها ومطابقتها للمعايير الدولية. فهناك عدة أنواع من الخوذات، كل منها يتميز بخصائص محددة بناء على نوع الدراجة المستخدمة.

الخوذة الجيدة يجب أن تكون مريحة ومضبوطة بشكل جيد، يتم تعديلها بما يتناسب مع رأس المستخدم (ليست صغيرة ولا عريضة جدا)، محكمة تماما ويجب تثبيت حزام الذقن بإحكام في جميع الأوقات. أن تكون مصادق عليها أي تتوافق مع معايير السلامة الطرقية أثناء تصنيعها وتتوفر على طبقات امتصاص للصدمات. بالإضافة إلى كونها غير مستعملة لضمان عدم تعرضها للسقوط من قبل.

كما يُنصح باستبدال الخوذة الواقية، بشكل دوري كل سنتين على الأقل، أو عند سقوطها من علو متر واحد (01)، حيث يمكن أن تفقد خاصيتها، وذلك لضمان فعالية الحماية،

ولا ننسى، ارتداء الخوذة لا يقتصر على حماية السائق وحده، بل يمتد ليشمل أيضًا سلامة الركاب الذين يرافقونه على الدراجة النارية. فالخوذة توفر حماية مزدوجة عندما يلتزم كل من السائق والراكب بارتدائها، ما يعزز ثقافة السلامة العامة ويقلل من احتمالات تعرض الركاب للإصابات في حالة وقوع حادثة سير.

في النهاية، الخوذة ليست مجرد إكسسوار لمستعملي الدراجات النارية، بل هي جزء من ممارسات السلامة الطرقية الضرورية التي يجب على كل سائق دراجة نارية الالتزام بها.