
يعتبر الخلود للنوم من الحاجيات الضرورية لعيش الإنسان، وضمان صحة جسمه. هذا الأخير وعند حاجته للنوم، يبعث مؤشرات تنبيه عديدة، ثم يدخل في حالات من شبه الوعي وغياب للتركيز، لعل أهمها، الغفوة، وهي حالة يكون فيها الإنسان بين الاستيقاظ والنوم. هذه الحالة تشكل خطرا كبيرا أثناء قيادة السيارة وتعد من بين أهم أسباب حوادث السير. فما هي أسباب الغفوة؟ وما هي علامتها التي يجب على السائقين الانتباه إليها ؟ وكيف يجب التعامل معها عند الإحساس بها ؟ وما العمل لتجنبها ؟
مسببات الغفوة خلف مقود السيارة
لا بد أن التعب والإرهاق أحد أهم أسباب الغفوة أثناء القيادة خاصة إذا بذل السائق مجهودا كبيرا عضليًّا كان أو عقليًّا، مباشرة قبل القيادة، دون راحة أو استرخاء، أو إذا تناول السائق وجبة دسمة قبل السفر مباشرة، أو اعتمد في مقاومته لشعوره بالتعب، على تناول المنبهات من قهوة او شاي، ….
ومن الطبيعي أن تتضاعف فرص التعرض للغفوة، إذا كانت القيادة أثناء الليل أو في الصباح الباكر، لاسيما في وقت تعود فيه الجسم على النوم. إضافة إلى ذلك تؤدي القيادة لمسافات طويلة دون انقطاع، إلى ضعف الطاقة والتركيز، كما تدفع إلى الملل والخمول حيث لا تحتاج إلا إلى حركات روتينية متكررة بإيقاع رتيب. ومن العوامل المسببة أيضا للغفوة أثناء القيادة، قلة الهواء النقي في مقصورة القيادة مع ارتفاع درجة الحرارة، أو خلود مرافق السائق أو أحد الأشخاص الذين يجلسون قربه للنوم.

بوادر الخطرالقاتل
رغم أنها السبب الأول لعدد كبير من حوادث السير، يمكن للسائق الإحساس بعدة بوادر وأعراض تمكنه من تجنب الوقوع فريسة حادث طرقي مفجع، لعل أبرزها وأكثرها تكرارا: التثاؤب المتكرر والإحساس بثقل في الرأس والإحساس بخمول يعم الجسم مع تباطؤ في ردود الفعل والانحراف الفجائي على الممرات، بالإضافة إلى تثاقل الجفون المصاحب لاحمرار العينين، والرغبة المتكررة في تغيير وضعية الجلوس والسياقة…. وكأن الجسم يقول، أنا في حاجة ماسة للنوم، أو على الأقل لغفوة قصيرة.
التدابير الاحترازية لتفادي الغفوة أثناء القيادة
تعتبر السياقة نشاطا متعبا بالنظر إلى الانتباه الذي تتطلب ويمكن للعياء، أو لغيره من العوامل التي أوردناها أعلاه،أن يثير النعاس ويتسبب في حادثة طرقية، ولذا يجب اتخاذ عدة تدابير.
: التدابير الاحترازية الاعتيادية لتفادي الغفوة خلف عجلة القيادة
- .تجنب السفر ليلا أو في الصباح الباكر. خاصة في حالة المسافات الطويلة
- .الاستعداد الجيد للسفر، بالنوم العميق قبل الرحلة
- .التوقف المتكرر عن قيادة السيارة كل ساعتين وأخذ قسط من الراحة والمشي قليلا لاستنشاق الهواء النقي
- .الحرص على التهوية الصحية لمقصورة القيادة، بترك منفد لدخول الهواء النقي
- .ضرورة بقاء أحد الأشخاص المرافقين للسائق يقظاً لمؤانسة السائق وحثه على الاستراحة في ظهور علامات التعب عليه
- .الامتناع عن السياقة، في حالة تناول الأدوية التي تحظر السياقة بعد تناولها أو الكحول أو المواد المخدرة
: التدابير عند ظهور بوادر النعاس أثناء القيادة
- التوقف فورا، والترجل من المركبة ومضاعفة مسافة الأمان إلى حين التوقف.
- استنشاق الهواء النقي بهدوء بالتزامن مع المشي قليلا.
- أخد قسط من الراحة، عبر الاستلقاء على الظهر، أو بالنوم قليلا.
- عدم مواصلة القيادة، وتأجيل الرحلة بعد الاستراحة، إذا استمر الإحساس بالتعب والإرهاق.